Dreamland
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشيخ محمد البشير الابراهيمي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الشيخ محمد البشير الابراهيمي  Empty الشيخ محمد البشير الابراهيمي

مُساهمة  mino mounir الأربعاء ديسمبر 21, 2011 6:55 pm

لقد ولد الشيخ (الإبراهيمي) سنة 1889 في قبيلة (أولاد إبراهيم) بولاية (سطيف) وانتقل إلى (الحجاز) فأقام مع والده في المدينة المنوّرة، ثم انتقل إلى دمشق (1916) وعاد إلى (الجزائر) في (1920) حيث استقرّ وأسهم في الحركة الإصلاحية، وكان نائبا لرئيس (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) (عبد الحميد بن باديس) حين تأسست في (1931) ورئيساً لها بعده حتى (1952) ثم انتقل إلى (القاهرة) في رحلة، سنة (1952) ليزور عدّة أقطار عربية وإسلامية، حتى اندلعت ثورة التحرير الجزائرية (نوفمبر 1954) فأقام في القاهرة مؤازرا للثورة، وبعد الاستقلال سنة (1962) عاد إلى (الجزائر) حيث اندلع الخلاف بينه وبين النظام الذي لاحظ فيه الشيخ انحرافا على الإسلام في نهجه السياسي والاجتماعي حتى كانت وفاته في (19 ماي 1965) مخلّفاً وراءه عدة آثار.. وبعض الأثر الأدبي والفكري.‏

للشيخ إنجازات معتبرة في الحركة الإصلاحية منذ العشرينيات إذن في هذا القرن: خطيبا، واعظا، وكاتبا، وربّما كان الأثر الأكثر اتساعاً ورسوخاً بكتاباته في (الشهاب) جريدة أولا، ومجلة ثانيا، و(البصائر) في سلسلتيها، خصوصاً افتتاحياته في هذه الجريدة الأخيرة التي جمعها في كتاب (عيون البصائر) الذي صدر أول مرّة في القاهرة سنة 1963 بإشرافه في دار (المعارف) بالقاهرة، فحوى هذا الكتاب مقالاته التي كانت (افتتاحيات) في السلسلة الثانية من (البصائر)، بين سنوات (1947) و(1953) وأعيد طبعه مرتين اثنتين في (الجزائر) بعد وفاته واعتبر جزءاً ثانياً، أما الجزء الأول فقد كان بداية الجهد الذي شرع يبذله بعض تلامذته وأصدقائه بعد وفاته بمساعدة ابنه (د. أحمد)، من أجل جمع آثاره الفكرية والأدبية ونشرها‏

هذا الجزء الأول صدر عن (المؤسسة الوطنية للكتاب) في (الجزائر) سنة (1398هـ /1978م) وهو يشتمل على ما كتبه بعد عودته الأولى من المشرق العربي ابتداء من منتصف العشرينيات، فضمّ خطباً ومحاضرات إلى جانب ما نشره في (الشهاب) و(البصائر) في سلسلتها الأولى، أما الجزء الثالث فقد صدر سنة (1982م) عن نفس الدار، بينما صدر الجزء الرابع سنة (1985) فضمّ الثالث ما نشره في (البصائر) خصوصاً، ممّا لم يتضمّنه الجزء الثاني، أما الجزء الرابع فمعظم مادته سبق نشرها خارج (الجزائر) في الصحافة العربية: جرائد ومجلات، مثل (الأخوة الإسلامية)، (المسلمون)، (المنهل)، (منبر الشرق)، (الإرشاد)، (الأهرام).‏

وبعد صمت بلغ عشر سنوات صدر كتاب جديد للشيخ عن (دار الأمة) ذات التوّجّه القومي، بعنوان: (في قلب المعركة 1954-1964) ضمّ كتابات (الإبراهيمي) في قضايا ساخنة، سواء أثناء الثورة التحريرية أو بعد الاستقلال، منها ما نشر سابقاً، ومنها ما لم ينشر، حتى كانت الفرصة في هذا الكتاب. وقد أشرف على جمع المادة في هذه المرة ابنه (د. أحمد طالب الإبراهيمي) الوزير السابق في عهد كلّ من (هواري بومدين) و(الشاذلي بن جديد) وزيرا للتربية، والإعلام والثقافة، والخارجية.‏

والكتابة إضافة جديدة جادّة في المكتبة العربية ومنها الجزائرية، ليس بأسلوبه المتميز دائماً فحسب، وإنما بمادته، وبما تقدّمه هذه المادة من حقائق موثقة، كانت مجهولة أو غامضة بالنسبة للبعض، من بينها دور (جمعية العلماء) في الثورة التحريرية (1954-1962م).‏

وقام بكتابة تصدير للكتاب الأستاذ الجامعي الباحث المؤرخ الدكتور أبو القاسم سعد الله، الذي قال في تصديره عن مادة الكتاب، إنها "وثائق حول الثورة من بيانات وبرقيات وتصريحات وخطب وأحاديث ونداءات حررّها أو ألقاها باسم جمعية العلماء وجبهة التحرير الوطني، وإذا شئت باسم الشعب الجزائري بين 1954-1964".‏

كما ذكر صاحب التصدير في المناسبة بطبعة بيان (أول نوفمبر 1954) الذي أعلن الثورة، حيث يلاحظ غيابا "لمبادئ" جمعية العلماء التي رسمتها الجزائر ماضيا ومستقبلاً، كما يلاحظ أن البيان لا يجيب على بعض النقاط بوضوح كالهوية والإسلام والعروبة، وأنه ليس ميثاقاً أو عريضة مرجعية ذات فلسفة وتصورات حضارية، وإنما هو وثيقة سياسية صحفية"(1) كتبت على عجل، ليس من اليسير أن يبادر فورا أمثال (الإبراهيمي) لتبنّيها، وهو كلام ينبّه إلى ما يردّد عن تقاعس ينسب للجمعية التي لم تبادر بإعلان الانضمام إلى الثورة المسلحة حين اندلعت (فجر 1نوفمبر 1954م).‏

وهذا جانب من التهمة التي يحاول التيار اليساري بالخصوص إلصاقها بجمعية العلماء، وفي قيادة هذا التيار ما كان يسمى بالحزب الشيوعي الجزائري قبل الثورة، وخرج في جبة جديدة بعد: (1989) تحت أسماء مختلفة.‏

ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة لهذه الوثائق التي تضمنّها الكتاب، بما فيها من أفكار وآراء ومواقف وقضايا، وتوقيعات لشخصيات سياسية في قيادة الثورة بالخارج، وفي مقدمتهم (أحمد بن بلة) و(الورتلاني) و(خيضر) و(آيت أحمد) وغيرهم.‏

والكتاب حافل بمقالات ومحاضرات وبيانات وخطب وسواها، بعضها أفكار ملتهبة عن احتدام الصراع الحضاري بين (فرنسا) و(الجزائر) على مستوى الفكر وبعضها مواقف في المواجهة المسلحة التي خاضها المجاهدون الجزائريون في وجه الغزاة الفرنسيين، وبعضها الآخر عن مشاكل ذات علاقة بالفعل الاستعماري خلال قرن واثنتين وثلاثين سنة، ومنها ما هو ذو طابع حضاري بوجهه القومي في مثل موضوع "مشكلة العروبة في الجزائر" وهو الموضوع الذي لا تزال له حيويته عربياً عموماً وجزائرياً خصوصاً، وفيه يقول (الإبراهيمي): "أما الأمم الجارية مع الحياة فإنها تحلّ مشكلاتها القديمة لتتفرغ للمشكلات الجديدة، ومن سلك هذا السبيل لم يبق له مشكلة، لأن المشكلات إذا وجدت العقول متهيأة لحلها قادرة عليه متفرغة له لم تعد مشكلة، وما صيّر قضايا العرب مشكلات إلا العرب وعقول العرب، فهم فيها بين حالات ثلاث إما أن يسكتوا فتبقى إشكالاً، وإما أن يعتمدوا في حلّها على غيرهم فيزيدها تعقيداً أو يحلّها لصالحه لا لصالحهم، وإما أنّ يعالجوها بأنفسهم ولكن بنيات مدخولة وضمائر مريضة وعقول ناقصة وغايات متباينة وإرادات مستبعدة ومقاصد تافهة، فلا يكون العلاج علاجاً، وإنما يكون بلاء مضاعفا"2 ثم يضيف بعد هذا بقليل "والعروبة لغة: غمرتها الرطانات الأعجمية واللهجات العامية، واللغات الأجنبية، والرطانات الأعجمية أخذت منها ثم تعالت عنها، واللهجات العامية مزّقتها، وأصبحت حجّة عليها ومداخل ضيم لها، واللغات الأجنبية زاحمتها في ضعفاء الهمم والعزائم من أبنائها، وهذه كلها مشكلات ذات أثر سيء وعميق في المجتمع العربي".‏

وإن كبرت مشكلات العروبة، فهي في (الجزائر) صغيرة، كما كان ينظر إليها الرجل، من دون أن يلغي إحساسه بقوى تجعل من العروبة انتماء: مشكلة وعقدة لدى بعض، تنجب مشكلة أخرى، خصوصاً في (الجزائر).‏

أما على المستوى السياسي فإن بيانات (الإبراهيمي) و(الورتلاني) في إعلان المؤازرة للثورة (54-62) باسم (جمعية العلماء) واضحة، تتصدّر صفحات الكتاب، وهي بيانات تنطلق ابتداء من (الثاني نوفمبر 1954) نشرتها صحف وبثّتها إذاعات، كلها تبارك الثورة المسلحة التي انطلقت في وجه الاستعمار الفرنسي بالجزائر في الفاتح من نوفمبر (1954).‏

جاء ذلك عموماً بأسلوب (الإبراهيمي) بعربيته المتينة الغنية، المركّزة كواحد من أمراء البيان في النثر العربي، ويتجسّد ذلك في أكثر من موقع بهذا الكتاب نفسه، في مثل مقالته (حرية الأديب) وتدخّله في (مجمع اللغة العربية) بالقاهرة يخاطب زملاء في المجمع - الذي كان عضواً فيه: "أيها الأخوة الكرام: حيّاكم الله وبيّاكم، وأدامكم وأحياكم، وأبقاكم للعروبة تصونون عرضها، وتستردّون قرضها، وللغة العرب تجمعون شتاتها وتحيون مواتها، وترعون على تجهّم الأحداث وسفه الورّاث متاتها، ولهذا المجمع تعلون بنيانه وترفعون على العمل النافع أركانه"(3).‏

كتاب (في قلب المعركة) إضاءة جديدة لجوانب في فكر (الإبراهيمي) ومواقف (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) ودورها في ثورة التحرير، كما يتوفّر على عناصر ذات أهمية كبيرة في كتابة تاريخ الثورة الجزائرية، الموضوع الذي لا يزال وسيبقى جديراً بالبحث والتقصي والتأمل والفرز والتقييم.‏

وإني لعلى يقين تام أن فكر الشيخ (محمد البشير الإبراهيمي) القومي: مؤثرات وآثارا، منطلقات ومقاصد: لا يزال في انتظار جهد كبير، لكن من باحث متأن في إنجاز جامعي (أكاديمي) ينير تلك الجوانب: من واقع حياة الرجل وآثاره التي نتمنّى ألا يتأخّر باقيها عن النشر، مهما قلّت مادتها، وضعف شأنها العام: تاريخيا، وفكرياً وفنياً، تيسيرا على الباحثين، ثم إنصافاً للرجل ولرعيله - في زمن قلّ الإنصاف فيه وكبر الحجود- وإنصافاً لمرحلة تاريخية من نضال (الجزائر) القومي، وجهادها دفاعاً عن هويتها وانتمائها الحضاري، وقوفاً بإباء في وجه المسخ الأوروبي، ومحاولاته الشرسة للهيمنة: لغة وفكراً وقيما.‏


mino mounir
Admin

عدد المساهمات : 38
تاريخ التسجيل : 11/12/2011
العمر : 22
الموقع : El-oued

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الشيخ محمد البشير الابراهيمي  Empty رد: الشيخ محمد البشير الابراهيمي

مُساهمة  Le roi algerien الخميس ديسمبر 22, 2011 12:25 am

نحن نفتخر بالأبطالنا العظماء
شكرااااا على الموضوع
Le roi algerien
Le roi algerien
Admin

عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
العمر : 27
الموقع : algérie

https://dreamland.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى